لبنان منارة الشرق… كنتَ وستعود

كتبت نائب رئيس التحرير مايا نقولا نصر
لبنان منارة الشرق… كنتَ وستعود
أستأذن من صحن الحمص بالطحينة، الكبة النية والتبولة اللذيذة
لأنني أريد حقًا أن أنشّط ذاكرتي وأن أثبت حسي الوطني
خاصة بعد كل ما مررنا به من حروب وأزمات اقتصادية، معيشية وأمنية، فسألت نفسي:
هل أنا حقًا أحب بلدي لبنان؟
هل هو حب بالفطرة، أو تعلق رافقني من أيام الطفولة؟
كيف لا! وقد نشأت على أغاني السيدة فيروز والكبير وديع الصافي!
كيف لا؟ وقد درست شرعة حقوق الإنسان لشارل مالك وقرأت لجبران خليل جبران.
كيف لا؟ وقد قيل عن كل صبية جميلة إنها شبيهة ملكة جمال العالم جورجينا رزق.
كيف لا؟ وقد أبدع لبنان في الطب، في الهندسة المعمارية، في المسرح، في الأزياء، في الزراعة، في الرياضة إلخ…
كيف لا؟ وقد تميز لبنان بالسياحة من جبال الأرز نزولاً عند صخرة الروشة.
أوليست هذه الأسباب كافية لأتعلق ببلدي لبنان وأحمله معي أينما ذهبت وأرفع رأسي عاليًا عندما أقول إنني لبنانية؟
أستأذن من الجيل الجديد
رهينة الشاشات الملونة بغشها وتلاعبها
أسرى شبكات التواصل الاجتماعي
تمتعوا بعبير تراب الوطن
تمتعوا بشمسه وظله
لامسوا أزهاره، راقبوا طيوره
واعلموا جيدًا أن لبنان مهد الحضارة…
من صناعة القوارب من خشب الأرز، من صناعة الزجاج، من اكتشاف أحرف الأبجدية، من التبادل التجاري، من صناعة الأرجوان…
لبنان الحريات والبطولات في زمن المماليك والعثمانيين والانتداب الفرنسي حتى يومنا هذا…
ينتهي حبر الأقلام ولا ينتهي كلامي عنك يا بلدي لبنان:
منارة الشرق كنتَ وستعود.
قلم_ميم
maya@lebnenlb.com